عيبُ الزمان !!! نحن نسمع كل يوم من ينعي هذا الزمان السيئ ، الذي أصبحت فيه الشياطين هي المسيطرة على كل شيء في أغلب الاحيان ، ولم يعد فيه مكانا للطيبين والشرفاء . ونجعل من الشكوى والتذمر ذريعة نقتل بها الحماسة والخير في نفوسنا . إن في البشر عادة غريبة في صبغ الأمور بصبغة سوداوية عجيبة .. هل في ذلك أبالغ ؟ . إذن إليك ما قيل من قبل: ) الأطفال اليوم صاروا شياطين لا يجدي معهم شيء ( أرسطو قبل آلاف السنين. ذهب الذين يعاش في أكنافهم )الشاعر الجاهلي لبيد . ( اسكتي يا فلانة فقد ضاعت الأمانة )رجل من أهل مكة بعد الهجرة ) . بطن الأرض اليوم خير من ظهرها ) يوم غزوة بدر) . ولقد عثر العلماء على نصوص أدبية من العصر الروماني تنعي على الناس أخلاقهم التي تدهورت وفساد الذمم الذي استشرى وتدين ظاهرة الانتحار ضيقا بالحياة ! وسر في الأرض يا صديقي ضاربا طولها وعرضها ، فلن تجد سوى الشكوى قاسم مشترك بين كل البشر ، وستردد مع الشاعر حائرا : كل من ألقاه يشكو دهره ... ليت شعري هذه الدنيا لمن !!! وقد لخص الشافعي المأساة ببيت شعر لا يخفى علينا عندما قال فيه : نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بغير ذنب .. ولو نطق الزمان لنا هجانا إن للبشر عيوب ومميزات ، ومكائد وتضحيات ، وأيادي بيضاء وشراك خادعة . لكننا نستسهل الشكوى ، ونحترف التذمر والسخط ، كي نهرب من تعب مواجهة الأمر الواقع بواقعية ، والتعامل الإيجابي معه ، والكد والكدح في سبيل إصلاح ما يحتاج لإصلاح . نصيحتي .. أن تدع التذمر والشكوى جانبا ، وتنطلق بعزم لتضع أمور حياتك في نصابها ، لا تنظر للناس على أنهم شياطين فتكون مثلهم ، ولا ملائكة فتصطدم بغير ذلك ؟؟ ولكن فيهم من يسير في موكب الشياطين ، ومن يحلق مع أسراب الملائكة . فلا تسب الزمان ، ولا تنعي الدهر لكونك قابلت أحد شياطين الإنس ، بل تخطى الكبوة ، واعبر المرحلة ، واغنم درس الحياة التي لقنتك إياه .. وبهذا لا تمل راحة البال من زيارتك أبدا.. نهاية ... يقول د. عبد الكريم بكّار ) لو أننا عدنا قرونا إلى الوراء وجُلنا العالم بطوله وعرضه ، لما رأينا أهل أي زمان راضين عن زمانهم). مع تحياتي للجميع |
عيب الزمان
البصري- عدد المساهمات : 38
نقاط : 108
تاريخ التسجيل : 03/10/2010
العمر : 48
- مساهمة رقم 1